الإسلام والتصوف
السلسلة العظيمية
قلندر شعورفاونديشن
ورشة العمل الروحانية الخامسة والعشرون
٢٦ يناير٢٠٢٠م
د. وقار يوسف عظيمي
بِسْمِ اللہِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیْمِ
واَلصَّلٰوۃُ وَالسَّلَامُ عَلیٰ مُحَمَّدٌ رَّسُولَ اللَّهِ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
تعقد سنويًا ورشة علمية روحانية بالتزامن مع سنوية إمام السلسلة العظيمية حضرة سيد محمد عظيم برخيا المعروف بقلندر بابا أولياء رحمه الله .
وبعد أن قرأته له قام بتعديل وتصحيح بعض المواضع ومن ثم تفضل بالموافقة على طباعته ونشره.
وأهدي هذا الكتيب المختصر لأعضاء السلسلة العظيمية، ولطلاب علم التصوف، وللأساتذة الأفاضل ولعامة الناس.
طالب الدعاء
د. وقار يوسف عظيمي
في اللغة العربية الإسلام مشتق من سلم أي (س ل م ). وسلم لها معان كثيرة . أما اصطلاحًا فالإٍسلام هو اسم لدين.وقد جاء خاتم النبيين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بمبادئ وتفاصيل الدين الإٍسلامي لسائر النوع الإنساني. وأوحى المولى عز وجل كتابه الكريم القرآن الكريم على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
بني الإٍسلام على خمس:
١. الكلمة الطيبة-لا إله إلا الله محمد رسول الله.
٢. الصلاة.
٣. الصوم.
٤. الزكاة.
٥. الحج.
وبني الإيمان على ست:
١. الإيمان بالله.
٢. الإيمان بالملائكة.
٣. الإيمان بالكتب السماوية.
٤. الإيمان برسل الله عليهم السلام.
٥. الإيمان باليوم الآخر(القيامة).
٦. الإيمان بالقضاء والقدر.
ليفهم الإنسان للإسلام والإيمان (سلم وأمن) ويعيش حياته على هذه الأرض أعطيت له إرشادات للحياة هاهنا ووهب الاختيار للعمل بهذه الإرشادات أو عدم العمل بها.
من أهم أدوار الدين الإٍسلامي هو تزكية النفس وتربيتها،وبتزكية النفس يمكننا أن نعرف الله رب العالمين ونقترب منه.
من كلام الله القرآن الكريم يمكننا أن نعرف أن الإنسان قد أعطي الإرشادات على ثلاث وسائل أومراحل وهي كالتالي:
وهذا يعني أيضًا أن إقرار الإنسان بربوبية الخالق محفوظ في روح وباطن كل إنسان والذي نسميه بلغة أيامنا هذه عامل الجين الوراثي (DNA) وبذلك يتضح أن حب الله وعبادتهموجود بالفطرة في الإنسان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بعد أن أرسل الإنسان لهذه الأرض هداه عن طريق أنبيائه رسله وفي هذه الهدى والإرشادات أعطي الإنسان الدعوة إلى الإيمان والتوحيد والعلاقات بين الإنس والجن والإحسان والإنصاف والحياة قبل الولادة والحياة ما بعد الموت والنجا من الشرك والظلم والفساد والابتعاد عما لا يحبه الله.
كل الأنبياء من سيدنا آدم وإدريس ونوح وصالح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وإلياس ويحيى وعيسى عليهم السلام إلى خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دعوتهم واحدة ورسالتهم واحدة وهي التوحيد والإيمان بالله وعبادة الله وحده لا شريك له لا إله إلا الله. قال تعالى:
الوسيلة الثالثة قد أودعت في باطن الإنسان وأعطي الإنسان الخيار العمل بهذا الوعي أو تفاديه، وهذه الأعمال لها درجات مختلفة.
وكل إنسان يأتي هنا ليمتحن، وكيف يقضي الإنسان هذا الإمتحان يؤثر على بصورة إيجابية أو سلبية على حياته الذاتية والاجتماعية وعلى النوع الإنساني بأسره.
وقد أعطي الإنسان على هذه الأرض الغلبة والاختيار؛ لذلك الآثار الحسنة والسيئة لأعماله تؤثر على الأرض برها وبحرها وعلى مئات الآلاف من المخلوقات الأخرى التي تعيش على الأرض.
والامتحان فردي واجتماعي، وبصورة فردية كل إنسان سينال نتيجة امتحانه فسيحصد الخير نتيجة الخير والشر نتيجة الشر وستظهر له نتائج أعماله في هذه الحياة وفي الآخرة ستعرض عليه جميع الأعمال سيئة أم حسنة وقليلة أم كثيرة.
وليحصل الإنسان على هذه المقاصد وهب الله الإنسان إمدادات كثيرة فقدأعطاه جسم يمتاز بالجمل وأكثر فاعليةمن كل المخلوقات؛ فرجله ويده لهما خواص فريدة فاليدبها أربع أصابع وإبهام مكنته من القيام بأموركثيرة ومتنوعة كالزراعة والبناء والصناعة والفنون اللطيفة.وكعب قدمه(Heel bone) يمكنه من الوقوف مستقيمًا مستويًا ثابتًا فلا يقع أو يتأرجح للخلف.
وليتعلم (العلم هو أن تعرف وتجمع المعلومات وهو اسم للتحديث update)ويتعامل في هذه الدنيا بطريقة أفضل وفهم أفضل أعطي العقل ، وبفضل العقل يستطيع الإنسان أن يفكر ويتذكر ويحلل ويستنتج.
كل العلوم والفنون قد وجدت في هذا العالم بوساطة العقل.وليستخدم عقله بأحسن صور أعطي الإنسان:
امتحان الإنسان سواءً كان فرديًا أو جماعيًا لابد للنجاح فيه من طاعة الله عز وجل والالتزام بالقوانين والأحكام التي وضعها خالق الكائنات واختيار التقوى أي بمعنى آخر أن يكون الإنسان مسلمًا.
وصلت القوانين والأحكام الإلهية على الأرض بطريقتين:
١. الكتب السماوية التي نزلت على أنبياء الله والتي اشتملت على التوعية بالوحدانية والإيمانيات وعبادة الله والتقوى والفرائض الدينية والأمور الشرعية والحياة قبل الموت والحياة بعد الموت وحقوق الإنس وباقي المخلوقات وغيرها. وصفة القرآن أنه جاء مصدقًا جامعًا مهيمنًا على الكتب التي نزلت من قبله.
٢. تعرف الإنسان عن طريق العلوم المادية والروحانية على آيات الله في هذه الأرض ومن ضمن هذه العلوم العلوم الطبيعية والعلوم الروحانية(الصوفية).
الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق هذا النظام الكائناتي وهو الذي أحكم القوانين التي يسري ويتحرك وفقًا لها الكون كله وقد سخر الله سبحانه وتعالى ما في السماوات والأرض للإنسان ووهب الإنسان القدرة على التصرف في هذه التخليقات.
يستعمل الإنسان الصلاحيات التي وهبها إياه خالق الكائنات ومالكه وحده لاشريك له وأن ينصرف لتحصيل العلم والبحث والتفكر.
ولهذه الأعمال الآنف ذكرها، تعيين السبل والجد والاجتهاد للوصول إلى الهدف ويحصل نتائج حسنة من الضروري أن يكون عقل الإنسان تابع للهداية التي وهبها الله للإنسان أي الوحي.( لزم التوضيح هاهنا أن كون العقل تابع للوحي فإن الذهن لن يتوجه لأفكار التساؤل "أن الله موجود أم لا؟" والتي هي جزء من النقاشات الفلسفية المتعلقة بتخليق الإنسان كنظرية الارتقاء (Theory of Evolution)فسكيون الذهن محميًا من التصادمات العقلية).
وحملة هذه الأوصاف السابقة يطلق عليهم معنويًا اسم "مسلم".
القرآن الكريم هو وسيلة فهم نظام القدرة والطاعة الإلهية ومن الضروري مع تلاوة القرآن التدبر والتمعن في معانيه.
تمخضت عن استعمال الإنسان عقله بشكل واسع في القرنين العشرين والحادي والعشرين العديد من الاختراعات والتطورات التقنية التي سهلت حياة الناس ووفرت لهم وسائل الراحة في المقابل يواجه الإنسان أنواع جديدة من التحديات والمشاكل التي تمثل بعض منها تهديد لوجوده المادي فما يقوم به من أنشطة لتحصيل معاشه يشكل خطرًا على بقاء آلاف المخلوقات الأخرى كما وأنه لا يؤدي دوره المادي والروحاني كخليفة الله في الأرض، وتدمرت بيئة الأرض وتمركز المال في أياد محدودة وحرمان بلايين الناس وفقرهم علامات لعدم النجاح في هذا الامتحان.
الله الحي القيوم هو الذي جميع وسائل الحياة الكافية لعيش سائر المخلوقات، لكن على الإنسان وجميع المخلوقات الجد والاجتهاد ولو قليلًا لتحصيل معاشهم وهذه المحاولات والاجتهادات ضرورية لأن الله الحركة لمخلوقاته وقد وضع النظام لتستمر الحركة في أعضاء المخلوقات. كل المخلوقات تعيش حياتها وفقًا للقوانين الفطرية النوعية. ولم يعص أي مخلوق غير الإنسان الله أو يخالف قوانين الفطرة لتحصيل معاشه .
تجابه المخلوقات على الأرض في يومنا الخطر بسبب مخالفة الإنسان وانحرافه عن قوانين الفطرة التي قد تهب فئة من الناس الترقي واحتكار المادة لكنها في المقابل تصر النوع الإنساني عامة والمخلوقات الأخرى.
يقول معلم السلسلة العظيمية الشيخ خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري:
لحفظ الأرض منهذه المصائب والكوارث وبقاء الإنسان والنجاح في هذا الامتحان علينا التعرف على عيوبنا واصلاحها واطاعة خالق الكائنات (الإسلام).
وقد وضح امام السلسلة العظيمية سيد محمد عظيم برخيا المعروف بقلندر بابا أولياء رحمه الله وسيلة لنجاة الإنسانية في يومنا هذا:
كيف للإنسان أن ينجح في امتحان الدنيا وأن يصلح شخصيته فرديًا وجماعيًا؟
نجد العون الكبير في التصوف لفهم هذا الامتحان والاستعداد له ولتربية الشخصية.
التصوف هو الجانب الباطني لدين الإسلام وتحت إشراف أولياء الله وارثو العلوم الروحانية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المقصد والهدف الأعلى للتصوف هو الوصول إلى الحقيقة ونيل قرب الله.
إن التربية الصالحة التي ينالها الطالب من أولياء الله تعرفه على صفات التقوى وتساعده في تزكية النفس.وبهذه التربية ينشأ الذوق في العبادات ويمر المرء بمقامات منزلة الإحسان. والشخص الذي يتربى على يد أولياء اللهيتفكر في تعاليم وارشادات الرسول صلى الله عليه وسلم ويعمل على هديه لكي ينال نظر رحمته صلى الله عليه وسلم ونسبته ويسعى لقرب الله، والمسافر على صراط القرب من الله يأخذ التربية والهداية من القرآن الكريم ويصبح وسيلة خير للمخلوقات كلها.
يقول خانواداه السلسلة العظيمية خواجة شمس الدين عظيمي الأنصاري:
إن مقصد المنهج التربوي وتعليمات السلسلة العظيمية التي أقامها حضرة محمد عظيم برخيا قلندر بابا أولياء رحمه الله هو فهم الفكر المتعلق بالجانب الروحاني للذات الإنسانية.
وهذا النظام الذيوضع في ضوء الآيات القرآنية وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وفكر الأولياء مقصده وهدفه تربية الفرد وتعليمه ظاهريًا وباطنيًا. وأعطيت في هذا النظام الأهمية والأولوية للجانب الباطني.
التلميذ الرشيد لقلندر بابا أولياء_الشيخ خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري_ يقول:
إن منهج السلسلة العظيمية مبني على تعاليم القرآن الكريم وإرشادات الهدي النبوي وتعاليم ورثة العلوم الروحانية (أولياء الله) أي أنها منبع تعاليم السلسلة العظيمية.
العادات الفكري تشمل العواطف والخصال التي تغلب على الشخص فتصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيته سواء كانت سلبية أم إيجابية.
ولابد منذكر العواطف السلبية أولًا حيث تستدعي السيطرة عليها ولما لها من أهمية في تربية التصوف.
ومن بين الخصال السلبية الأنانية ، وجشع المال والمادة وحب الشهرةوالبخل والبغض والحسد والتكبروحب النفس وغيرها.
والعواطف الإيجابية منها الإيثار ، وحب الخيرللغير، والشفقة، والقناعة، وغنى القلب،والحلم(الطبع اللين)، والعجز والخضوع والتواضع وغيرها.
وتظهر العواطف السلبية والإيجابية في أسلوب الشخص وطريقة كلامه وأفعاله، فالحسد أو حب الخير أي تأثير العواطف السلبية أو الإيجابية يبقى لمدة طويلة وقد لا تعرف مشاعر الشخص المخفية وراء أفعاله، وفي الغالب يكون النفاق هكذا.
التصوف يعلمنا إخلاص وتصفية النية، ومطابقة وموازاة الباطن والظاهر.
في نظام التصوف التربوي والتعليمي يوعي الاستاذ الروحاني طلبته ومريديه على ضرورة إصلاح طراز التفكير.وفي هذا السياق يضع الاستاذ الروحاني نصب عينه هدفين هما:
١. أن يتعرف الطلبة على قدراتهم ولتنمية هذه القدرات والصلاحيات يرشدهم الاستاذ الروحانيويساعدهم.
٢. يؤدي الاستاذ الروحاني دور المعلم والمربي والمزكي وتكون أمنيته تزكية المريد وتنقيته. ولهذا المقصد يجب على المريد ادراك العواطف والخصال السلبية الموجود بداخله.
في أحد الأيام كالعادة حضرت لخدمة حضرة قلندر بابا أولياء (رح) وفي تلك الجلسة تحدث قلندر بابا عن أمور عديدة وفي أثناءحديث "أماه"(*) قال لي: اخبر "السيد خواجه" (*) أن يترك التدخين.
وبعد ذلك عدت للمنزل في ناظم آباد ولم أجد والدي في المنزل، وفي اليوم التالي وجدت والدي جالسًا على مكتبه منشغلًا بكتابة عموده للصحيفة وعلى المكتب كنت هنالك علبة سجائر ومنفضدة رمادالسجائر،وأثناء الكتابة كان يدخن السجائر .فتذكرت ما قاله لي قلندر بابا أولياء فقلت على الفور لوالدي أن "أماه" قال أن عليك ترك التدخين.كانت السيجارة التي في يده بلغت النصف ومن يدخن السجائر يعلم ان الجزء الأخير من السجارة به الكثير من المتعة،ولكن والدي حين سمع ما قلت رد علي:"حسنًا" وترك على الفور تدخين تلك السيجارة ولم يدخن منذ تلك اللحظة.
لقد فكرت مرارًا في هذه الحادثة فكان بامكان والدي اكمال السيجارة التي في يده إلا أن طاعته لقلندر بابا أولياء جعلته يلقي يتلك السيجارة على الفوروالأمر الآخر الذي يستدعي التفكير أن والدي قد اقلع عن التدخين فجأة، ومن يدخن يعلم صعوبة ترك التدخين.
وفي هذه الواقعةقد فهمت نقطة واحدة بأني قد أدركت عملية كيف يقوم الاستاذ الروحاني بالتربية الحقة والتلميذ بكل إخلاص يطبق ما يأمر به الاستاذ علاوة على تنمية قوة ارادته وثباته. ووالدي المحترم خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري هو مثال حي على ذلك.
في الوجود الإنساني توجد عواطف الخير والشر والإيجابية والسلبية كلتيهما والمقصد الأعظم للتصوف هو تعليم وتفهيم السالكين تنمية جانب الخير بصورة مستمرة وتقليل جانب الشر بالصورة القصوى.
وهنا يجب وضع هذه النقطة نصب العين أنه لا يجب إغفال جانب الشر مهما زاد الخير بالباطن.
تذكر! أن غفلة لوهلة لشرارة قد تحرق غابة بأسرها.
تعلم الناس أنه مع التطور العلمي والتقني لابد من إيلاء اهتمام كبير بالسلامة والأمن (Safety first).
إن أثر خطأ بسيط في نوعية وجودة الأسلاك الكهربائية أو خطأ في عمل الفني العامل على التوصيلات قد ينجم عنه نتائج لا تحمد عقباها.
الشيطان هو العدو المبين للإنسان، ويهاجم الإنسان بشتى السبل والوسائل فأحيانًا يبث في قلبه الشك أو يحيطه بالخوف ويطوقه بالوساوس. وليزيح الإنسان عن الصراط المستقيم لا يكيفه أن يهاجمه بعواطف الخوف فحسب بل يهاجمه بالإقناع ويسول له القيام بالعديد من الأمور، وليحمي الله الإنسان من شر الشيطان حذره منذ خلقه من الشيطان وأنه له عدو مبين.
المنشغلين بعبادة الله والمنصرفين للعرفان الإلهي هم المستهدفين من قبل الشيطان، ويقنع بأساليب عدة بأنهم المقربين والمفضلين وبأنهم المستحقين للتكريم العظيم.
حادثة الغوث الأعظم حضرة عبدالقادر الجيلاني رحمه الله مع محاولات الشيطان خداعه فيما يتعلق بهذا السياق وقد استعاذ حضرة عبدالقادر الجيلاني بالله وطلب العون والمدد منه في هذه المحاولات. (للاستزادة عن هذه الحادثة يمكن الرجوع لكتاب بهجة الأسرار)
على كل إنسان أن يراقب ويسيطرعلى نفسه الأمارة بصورة مستمرة ليتمكن من النجاة من مكائد الشيطان وخدعه.
إن الإنسان قد ترقى معيشيًا واجتماعيًا عن طريق مختلف العلوم المادية والتقنية.
وقد برزت شخصية الإنسان وتيسر ترابط المجتمع الإنساني وتوازن والإنسجام البشري عن طريق علوم الفنون الجميلة.
وبالعلوم الروحانية تنشط وتنفتح العينالروحانية وهذه هي العلوم التي ترسخ الإيمان بوحدانية الله وحده لا شريك له، وإخلاص النية، حب الخير للآخرين، ومحاسبة النفس.
تعاليم التصوف هي التي تربط بين العلوم الثلاثة السابقة حيث يكون كبار سلاسل الطريقة عالمين بأقسام العلوم الثلاثة بالعلوم المادية والتقنية والعلوم الفنية والروحانية ويربطون بينها ويقومون بخدمة المجتمع بها ويدعون الناس للتوجه إلى الله سبحانه وتعالى.
(يمكن لنا أن نقدر أهمية التصوف في عقل الإنسان وحياته الروحانية من خلال ما حرره الفيلسوف المشهور "برنارد رسل" :إن جميع العظماء والفلاسفة الذين جاؤوا للدنيا على مر العصور اعترفوا بأهمية التصوف مع الفلسفة.وقالوا بأنه لا يمكن الحصول على المقام العالي في عالم الأفكار إلا باتحاد العلم والتصوف. كما ويمكن إظهار أفصل المواهب الإنسانية عن طريق التصوف.
وذكر برنارد راسل أسماء الفلاسفة التالية: برقليطوس، بارمينايدز، أفلاطون، اسبينوزا، برونو، هيغل، برغسان، وايت بيد وغيرهم. وقد كتب الفلاسفة مقالات عن التصوف وعن ماهية التصوف وأن التصوف هو وسيلة تعارف بين الخالق والمخلوق.
التصوف يوضح للسالك أن الجسم المادي للإنسان والحاجات تابعة للروح .والجسم هو عبارة عن جثة هامدة بدون الروح).(من كتاب احسان وتصوف)
هنالك مراحل عديدة للاندارج تحت التصوف وهي كالتالي:
هذه المرحلة يكون فيها ارتباط الشخص بالروحانيات واستعانته بها مقتصر على تكميل وقضاء الحاجات الدنيوية والمشاكل العائلية.
كما ويلتحق بعض الناس بالسلاسل الروحانية لتحقيق المكاسب المادية والمالية.
والجدير بالذكر أن عدد هائل ممن يرتبط أو يعتقد بالتصوف من هذه الفئة ويحترم الكثير منهم ولي ماإلا أن هذا الحب والاحترام عامة ظاهري سطحي.
عدد المصنفين في هذه المرحلة قليل نسبة للمرحلة الأولى وفي هذه المرحة يكون الأشخاص مهتمين بالتصوف والتعرف على تعاليم التصوف وقراءة الكتب والانصات إلى الأحاديث المتعلقة بالروحانيات، ويشعر هؤلاء بعدم أهمية هذه الدنيا إلا أن قلوبهم تكون متعلقة بالدنيا ومرتبطة بها.
في هذه المرحلة لا تحدث بهم تغيرات باطنية إلا أنه يلاحظ قلة عواطفهم السلبية، وتتولد لديهم الرغبة في طاعة المرشد، كما ويحسون بأخطائهم وعيوبهم بصورة مؤقتة.
في هذه المرحلة يشعر المرء بصورة ملحة أهمية التغير والتبدل ويبدأ بتوعية ذاته بذلك وتتولد لديه همة الاعتراف بعيبه ويميل إلى التوبة إلى الله سبحانه وتعالى وبسبب هذه الكيفيات يحس بأهمية المرشد وتغلب على المرء في هذه المرحلة العواطف الإيجابية.
وبقدر عظم المسؤولية التي يقرر المرشد ايكالها للمريد بقدر عظم وصعوبة مراحل التربية التي يمرره بها.
في هذه المرحلة يكون توجه المرشد على المريد فتصبح النفس الأمارة تحت السيطرة إلى حد ما، وتزداد لدى المريد الرغبة في الوصول إلى النفس المطمئنة فينصرف إلى عبادة الله سبحانه وتعالى والتفكر في آياته فينال هذا العبد نظر المعلم الأعظم رحمة للعالمين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ونسبته، وتصبح لديه الرغبة ملحة لنيل مقام الإحسان.
من الضروي في جميع المراحل أن يتصف المرء بالانضباط (Discipline) وأن يتق ويحتاط من شر الشيطان.
التصوف يحث على الإخاء واحترام الإنسانية ويشجع على العفو والصفح، وعلى الثناء والمدح ، على حب الله وعشق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم.
ورثة علوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أولياء الله يحثون المريدين ويربونهم على حب الله.
جميع أغراض ومقاصد وقواعد وضوابط السلسلة العظيمية مستقاة من القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف ونظام التربية والتعليم الذي وضعته السلسلة العظيمية من امامها حضرة قلندر بابا أولياء رح وخانواداه السلسلة الشيخ خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري وضعت نظام تربيتها وتعليمها وفقًا لاحتياجات العالم في يومنا هذا وربطت بين جميع العلوم المادية والجمالية والروحانية وتولي جل الاهتمام وتحث منتسبيها لتحصيل العلوم العلمية والروحانية إلى جانب العلوم الدينية وللموازنة بين الجانب الباطني والظاهري بين الحاجات المادية والروحانية والمشاركة في تعمير المجتمعات وفقًا للقوانين الاجتماعية ومساعدة جميع المخلوقات، وليكونوا انعكاس لشخصية خليفة الله في الأرض في البدء بتنمية وتعمير ذاتهم ومساعدة من حولهم ثم التعرف على خالقهم الله وحده لا شريك له ونيل العرفان الإلهي وهو المقصد الأساسي للخلق.
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لاَشَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام ١٦٢-١٦٣]
وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّالِيَعْبُدُونِ [ الذاريات ٥٦]
(الإسلام والتصوف)
هو عنوان الجلسة العلمية لهذا العام ٢٠٢٠م وقد اختار هذا العنوان والدي المحترم المرشد الكريم الشيخ خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري، والذي أجازني لكتابة هذا الكتيب المختصر.وبعد أن قرأته له قام بتعديل وتصحيح بعض المواضع ومن ثم تفضل بالموافقة على طباعته ونشره.
وأهدي هذا الكتيب المختصر لأعضاء السلسلة العظيمية، ولطلاب علم التصوف، وللأساتذة الأفاضل ولعامة الناس.
طالب الدعاء
د. وقار يوسف عظيمي
يناير ٢٠٢٠م الموافق جمادى الأول ١٤٤١ هـ
الموضوع الأول:
الإسلام
في اللغة العربية الإسلام مشتق من سلم أي (س ل م ). وسلم لها معان كثيرة . أما اصطلاحًا فالإٍسلام هو اسم لدين.وقد جاء خاتم النبيين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بمبادئ وتفاصيل الدين الإٍسلامي لسائر النوع الإنساني. وأوحى المولى عز وجل كتابه الكريم القرآن الكريم على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
١. الكلمة الطيبة-لا إله إلا الله محمد رسول الله.
٢. الصلاة.
٣. الصوم.
٤. الزكاة.
٥. الحج.
وبني الإيمان على ست:
١. الإيمان بالله.
٢. الإيمان بالملائكة.
٣. الإيمان بالكتب السماوية.
٤. الإيمان برسل الله عليهم السلام.
٥. الإيمان باليوم الآخر(القيامة).
٦. الإيمان بالقضاء والقدر.
ليفهم الإنسان للإسلام والإيمان (سلم وأمن) ويعيش حياته على هذه الأرض أعطيت له إرشادات للحياة هاهنا ووهب الاختيار للعمل بهذه الإرشادات أو عدم العمل بها.
من أهم أدوار الدين الإٍسلامي هو تزكية النفس وتربيتها،وبتزكية النفس يمكننا أن نعرف الله رب العالمين ونقترب منه.
من كلام الله القرآن الكريم يمكننا أن نعرف أن الإنسان قد أعطي الإرشادات على ثلاث وسائل أومراحل وهي كالتالي:
الوسيلة أو المرحلة الأولى:
قبل مجيئنا إلى الأرض في يوم الأزل إرشادات الله التي وهبها مباشرة للنوع الإنساني.
خالق الكون وحده لا شريك له عرف كل إنسان من أبناء آدم الذين سيأتون إلى يوم القيامة، وأقر الإنس بربوبية الله سبحانه وتعالى، وهو ما حدث مع كل إنسان في المجلس الخاص مع الله سبحانه وتعالى وهو ما نعرفه من قوله تعالى:
وَاِذْ اَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِىٓ اٰدَمَ مِنْ ظُهُوْرِهِـمْ ذُرِّيَّتَـهُـمْ وَاَشْهَدَهُـمْ عَلٰٓى اَنْفُسِهِـمْۚ اَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوْا بَلٰىۚ شَهِدْنَاۚ اَنْ تَقُوْلُوْا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِنَّا كُنَّا عَنْ هٰذَا غَافِلِيْنَO اَوْ تَقُوْلُـوٓا اِنَّمَآ اَشْرَكَ اٰبَـآؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّنْ بَعْدِهِـمْ ۖ اَفَتُـهْلِكُنَا بِمَا فَـعَلَ الْمُبْطِلُوْنَ O [الأعراف ١٧٢-١٧٣]
وهذا يعني أيضًا أن إقرار الإنسان بربوبية الخالق محفوظ في روح وباطن كل إنسان والذي نسميه بلغة أيامنا هذه عامل الجين الوراثي (DNA) وبذلك يتضح أن حب الله وعبادتهموجود بالفطرة في الإنسان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ [عن أبي هريرة-بخاري،مسلم]
عندما تغلب على الإنسان الصفات الإيجابية وتصبح الصفات السلبية مغلوبة فإن الإنسان حينها يتعلق بالعالم الذي فيه أٌقر بربوبية الله.
الوسيلة الثانية:
الهدى والإرشادات التي وصلت للإنسان عن طريق الأنبياء الكرام عليهم السلام
كل الأنبياء من سيدنا آدم وإدريس ونوح وصالح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وإلياس ويحيى وعيسى عليهم السلام إلى خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دعوتهم واحدة ورسالتهم واحدة وهي التوحيد والإيمان بالله وعبادة الله وحده لا شريك له لا إله إلا الله. قال تعالى:
شَرَعَ لَكُمْ مِّنَ الدِّيْنِ مَا وَصّـٰى بِهٖ نُـوْحًا وَّالَّـذِىٓ اَوْحَيْنَآ اِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهٓ ٖ اِبْـرَاهِيْمَ وَمُوْسٰى وَعِيسٰٓى ۖ اَنْ اَقِيْمُوا الدِّيْنَ وَلَا تَتَفَرَّقُوْا فِيْهِ ۚ [الشورى ١٣]
الوسيلة الثالثة:
الوعي المودع في الإنسان.
فَاَلْهَـمَهَا فُجُوْرَهَا وَتَقْوَاهَاOقَدْ اَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَاOوَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا O [الشمس ٩-١٠]
اِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيْلَ اِمَّا شَاكِرًا وَّاِمَّا كَفُوْرًا [الإنسان ٣]
قدوم الإنسان إلى هذه الدنيا هو حضور الإنسان إلى دار الإمتحان:
اَلَّـذِىْ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ اَيُّكُمْ اَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيْزُ الْغَفُوْرُ O [الملك ٢]
وقد أعطي الإنسان على هذه الأرض الغلبة والاختيار؛ لذلك الآثار الحسنة والسيئة لأعماله تؤثر على الأرض برها وبحرها وعلى مئات الآلاف من المخلوقات الأخرى التي تعيش على الأرض.
والامتحان فردي واجتماعي، وبصورة فردية كل إنسان سينال نتيجة امتحانه فسيحصد الخير نتيجة الخير والشر نتيجة الشر وستظهر له نتائج أعماله في هذه الحياة وفي الآخرة ستعرض عليه جميع الأعمال سيئة أم حسنة وقليلة أم كثيرة.
فَمَنْ يَّعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْـرًا يَّرَه O وَمَنْ يَّعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَّرَه O [الزلزلة ٧-٨]
إن قضاء هذه الحياة وفقًا لما يرضي الله ، والتفكر في الذات(ذات الإنسان) وفي آيات الله ،واتمام حاجات المشيئة ينتج عنه أن يحصل الإنسان على النفس المطمئنة.
وقد وهب الله الإنسان مقام الخلافة في الأرض:اِنِّىْ جَاعِلٌ فِى الْاَرْضِ خَلِيْفَةً ۖ [البقرة ٣٠ ]
وللإضطلاع بمهام الخلافة على الأرض علم الله آدم علم الأسماء
وَعَلَّمَ اٰدَمَ الْاَسْـمَآءَ كُلَّهَا [البقرة ٣١]
معنى علم الأسماء أن الله قد أعطى الإنسان صلاحية وقدرة فهم صفاته، وعن طريق هذه الصلاحية أعطي الإنسان استعداد التصرف في مخلوقاته، والعقل والصلاحيات التي وهبها الله الإنسان لها أهداف ومقاصد كثيرة.
- المقصد الأول أن يكون الإنسان مطيعًا لله عز وجل ولا يعبد إلا الله.
- أن يتصف المرء بالتقوى قدر المستطاع ويكون وسيلة خير وسلامة لكل المخلوقات.
- أعظم هدف أن يصل الإنسان إلى الحقيقة وينال عرفان الله.
وليتعلم (العلم هو أن تعرف وتجمع المعلومات وهو اسم للتحديث update)ويتعامل في هذه الدنيا بطريقة أفضل وفهم أفضل أعطي العقل ، وبفضل العقل يستطيع الإنسان أن يفكر ويتذكر ويحلل ويستنتج.
كل العلوم والفنون قد وجدت في هذا العالم بوساطة العقل.وليستخدم عقله بأحسن صور أعطي الإنسان:
حاشیہ:
- ١.الحصافة (Wisdom) وهو أمثل استخدام للفهم المتكون والمكتسب عن طريق العلم والتجارب، وهو اسم لاستعمال العلم بالصورة المثلى بمعنى آخر الذكاء.
- ٢.الفراسة(Insight,Sagacity) وهو فهم الجوانب الظاهرية والباطنية لمعاملة ما واتخاذ اللازم قدمًا مع هذه المعاملة على أحسن وجه.
- ٣.البصيرة(Vision) هو استخدام العلم والحصافة والفراسة لفهم متطلبات الوقت القادم، ويسمى صاحب البصيرة المستبصر (Visionary).
- ٤.الحكمة: هي ظهورالعلم والحصافة والفراسة والبصيرة بصورة علمية.
- كريم سميت الحكمة "خيرًا كثيرا".ولنشر الخير في هذه الدنيا من الضروري على الشخص أن يستخدم عقله بالحكمة وفقًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى.
امتحان الإنسان سواءً كان فرديًا أو جماعيًا لابد للنجاح فيه من طاعة الله عز وجل والالتزام بالقوانين والأحكام التي وضعها خالق الكائنات واختيار التقوى أي بمعنى آخر أن يكون الإنسان مسلمًا.
وصلت القوانين والأحكام الإلهية على الأرض بطريقتين:
٢. تعرف الإنسان عن طريق العلوم المادية والروحانية على آيات الله في هذه الأرض ومن ضمن هذه العلوم العلوم الطبيعية والعلوم الروحانية(الصوفية).
اَلَمْ تَـرَوْا اَنَّ اللّٰـهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْاَرْضِ وَاَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَةُ ظَاهِرَةً وَّّبَاطِنَةً ۗ
[لقمان ٢٠] المزيد: [النحل ١٢; الجاثية ١٣]
لذا تقع على عاتق الإنسان المسؤوليات التالية:
أن يعمل وفقًا لمشيئة الله ويتصف بتقوى الله ويعمر الأرض ويكون مصدر خير للنوع الإنساني وسائر المخلوقات.يستعمل الإنسان الصلاحيات التي وهبها إياه خالق الكائنات ومالكه وحده لاشريك له وأن ينصرف لتحصيل العلم والبحث والتفكر.
ولهذه الأعمال الآنف ذكرها، تعيين السبل والجد والاجتهاد للوصول إلى الهدف ويحصل نتائج حسنة من الضروري أن يكون عقل الإنسان تابع للهداية التي وهبها الله للإنسان أي الوحي.( لزم التوضيح هاهنا أن كون العقل تابع للوحي فإن الذهن لن يتوجه لأفكار التساؤل "أن الله موجود أم لا؟" والتي هي جزء من النقاشات الفلسفية المتعلقة بتخليق الإنسان كنظرية الارتقاء (Theory of Evolution)فسكيون الذهن محميًا من التصادمات العقلية).
وحملة هذه الأوصاف السابقة يطلق عليهم معنويًا اسم "مسلم".
القرآن الكريم هو وسيلة فهم نظام القدرة والطاعة الإلهية ومن الضروري مع تلاوة القرآن التدبر والتمعن في معانيه.
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْاٰنَ لِلـذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ [القمر ١٧]
الله الحي القيوم هو الذي جميع وسائل الحياة الكافية لعيش سائر المخلوقات، لكن على الإنسان وجميع المخلوقات الجد والاجتهاد ولو قليلًا لتحصيل معاشهم وهذه المحاولات والاجتهادات ضرورية لأن الله الحركة لمخلوقاته وقد وضع النظام لتستمر الحركة في أعضاء المخلوقات. كل المخلوقات تعيش حياتها وفقًا للقوانين الفطرية النوعية. ولم يعص أي مخلوق غير الإنسان الله أو يخالف قوانين الفطرة لتحصيل معاشه .
تجابه المخلوقات على الأرض في يومنا الخطر بسبب مخالفة الإنسان وانحرافه عن قوانين الفطرة التي قد تهب فئة من الناس الترقي واحتكار المادة لكنها في المقابل تصر النوع الإنساني عامة والمخلوقات الأخرى.
يقول معلم السلسلة العظيمية الشيخ خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري:
(أساس الترقي العلمي مبني على تقدم قوم وسيادته على باقي الأقوام التي تصبح خادمة لذلك القوم، أو أن اختراع اختراعات تدر الموارد وتزيد غنى قوم ما ويكون النوع الإنساني فقيرًا بائس الحال لأن أساي هذا الترقي ليس فلاح الإنسانية لذلك أصبح هذا التطور والرقي وغدت هذه الجهود والاجتهادات للاختراع مصائبًا ومصدر توتر للأقوام وستصبح هذه المصائب والتوترات في يوم كوارث تحيل هذه الأرض جهنم) [من كتاب كشكول]
لحفظ الأرض منهذه المصائب والكوارث وبقاء الإنسان والنجاح في هذا الامتحان علينا التعرف على عيوبنا واصلاحها واطاعة خالق الكائنات (الإسلام).
وقد وضح امام السلسلة العظيمية سيد محمد عظيم برخيا المعروف بقلندر بابا أولياء رحمه الله وسيلة لنجاة الإنسانية في يومنا هذا:
(تصادمات وكوارث المستقبل المخيفة سواء كانت معاشية أو عقائدية ستجبر النوع الإنساني لبذل ثمن باهض للبحث عن سبيل للبقاء وسيتحيل العثور على سبيل البقاء في أي نظام حكمة إلا في التوحيد الذي عرضه القرآن الكريم ) [من كتاب لوح وقلم ٢٠٩]
نجد العون الكبير في التصوف لفهم هذا الامتحان والاستعداد له ولتربية الشخصية.
<!....ADVWETISE>
<!....ADVERTISE>
الموضوع الثاني:
التصوف
إن التربية الصالحة التي ينالها الطالب من أولياء الله تعرفه على صفات التقوى وتساعده في تزكية النفس.وبهذه التربية ينشأ الذوق في العبادات ويمر المرء بمقامات منزلة الإحسان. والشخص الذي يتربى على يد أولياء اللهيتفكر في تعاليم وارشادات الرسول صلى الله عليه وسلم ويعمل على هديه لكي ينال نظر رحمته صلى الله عليه وسلم ونسبته ويسعى لقرب الله، والمسافر على صراط القرب من الله يأخذ التربية والهداية من القرآن الكريم ويصبح وسيلة خير للمخلوقات كلها.
يقول خانواداه السلسلة العظيمية خواجة شمس الدين عظيمي الأنصاري:
الحب ، التوحيد ، التقوى وعرفان النفس هم أساس التصوف. [من كتاب احسان وتصوف ١]سيدنامحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين والمرسلين ولا نبي ولا رسول بعده إلى يوم القيامة، والقرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية. وإنه من واجب أمة الإسلام الدعوة إلى توحيد الله ونشر تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الصحابة وأهل البيت الأطهار والتابعين لذا تأسست إدارات ومجموعات كثيرة لأداء هذه المسؤولية. وتبليغ الإسلام وفهم العبادة والتقوى وتزكية النفس ومعرفة النفس ومعرفة الله كل هذه المسؤوليات قامت بها سلاسل الطريقة. والسلسلة العظيمية هي سلسلة من هذه السلاسل.
إن مقصد المنهج التربوي وتعليمات السلسلة العظيمية التي أقامها حضرة محمد عظيم برخيا قلندر بابا أولياء رحمه الله هو فهم الفكر المتعلق بالجانب الروحاني للذات الإنسانية.
وهذا النظام الذيوضع في ضوء الآيات القرآنية وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وفكر الأولياء مقصده وهدفه تربية الفرد وتعليمه ظاهريًا وباطنيًا. وأعطيت في هذا النظام الأهمية والأولوية للجانب الباطني.
التلميذ الرشيد لقلندر بابا أولياء_الشيخ خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري_ يقول:
الصوفي واقف بباطنه، يشاهد صفات الله، وينكشف له عالم الغيب، ويلا يقتصر على تزكية النفس فحسب بل يخبر طلبته بأن باطن الإنسان مأهول بالكون كله فالكائنات ليست خارجنا بل داخلنا [ من كتاب إحسان وتصوف:٣٩]
منبع تعاليم السلسلة العظيمية:
التصوف و الدين:
يقول حضرة خواجه شمس الدين عظيمي:
- s التصوف هو روح الدين.
- فما هو الدين؟ الدين يوِّلد لدى متبعيه يقين بأن الله يراهم . ويهب الشعور بأن الله هو الرزاق، وأن كل ما ينفقه الفرد هو من عند الله .فالدين يثبِّت الإنسان على الصراط المستقيم.
- حينما يكمل الفرد أركان الدين فإنه يدرك حقيقة الروح ويدخل نطاق ((يؤمنون بالغيب)).
- الدين يعلِّم المساواة ، ويولِّد اليقين في متبعيه بأن الله موجود في كل زمان ومكان.
- الآدمي الحقيقي لا يجحف أحداً حقه.
- الدين هو منصة للإعتصام بحبل الله والنجاة من التفرقة.
- لا يمكن الحصول على العرفان بغير عمل. لذا فإن من لا يعمل ليس صوفياً ، ويمكننا أن نسميه فيلسوفاً أو متكلماً.
- الصوفي يكون ملماً بباطنه ، يشاهد صفات الله و يكون عالم الغيب منكشفاً له. ولا يرشد إلى تزكية النفس فحسب بل يخبر طلبته بأن الكون كله داخل الإنسان. فالكون ليس في الخارج بل داخلنا، وأن الله وعد الذين يجاهدون للعرفان الإلهي بأن يهديهم سبل الهداية
[من كتاب إحسان وتصوف:٣٩]
العادات:
العادات نوعان إما جسدية وإما فكرية.
العادات الجسدية هي مثلًا الحاجة لتناول طعام ما في وقت معين مثل شرب الشاي عند الاستيقاظ صباحًا، وطريقة وأسلوب المشي والجلوس والقيام، والمشي عادة كالرياضة، والسهر في الليل والاستيقاظ، كذلك عادة القراءة قبل النوم، كل هذه عادات تظهر في يوميات الشخص.العادات الفكري تشمل العواطف والخصال التي تغلب على الشخص فتصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيته سواء كانت سلبية أم إيجابية.
ولابد منذكر العواطف السلبية أولًا حيث تستدعي السيطرة عليها ولما لها من أهمية في تربية التصوف.
ومن بين الخصال السلبية الأنانية ، وجشع المال والمادة وحب الشهرةوالبخل والبغض والحسد والتكبروحب النفس وغيرها.
والعواطف الإيجابية منها الإيثار ، وحب الخيرللغير، والشفقة، والقناعة، وغنى القلب،والحلم(الطبع اللين)، والعجز والخضوع والتواضع وغيرها.
وتظهر العواطف السلبية والإيجابية في أسلوب الشخص وطريقة كلامه وأفعاله، فالحسد أو حب الخير أي تأثير العواطف السلبية أو الإيجابية يبقى لمدة طويلة وقد لا تعرف مشاعر الشخص المخفية وراء أفعاله، وفي الغالب يكون النفاق هكذا.
التصوف يعلمنا إخلاص وتصفية النية، ومطابقة وموازاة الباطن والظاهر.
في نظام التصوف التربوي والتعليمي يوعي الاستاذ الروحاني طلبته ومريديه على ضرورة إصلاح طراز التفكير.وفي هذا السياق يضع الاستاذ الروحاني نصب عينه هدفين هما:
٢. يؤدي الاستاذ الروحاني دور المعلم والمربي والمزكي وتكون أمنيته تزكية المريد وتنقيته. ولهذا المقصد يجب على المريد ادراك العواطف والخصال السلبية الموجود بداخله.
اصلاح طراز الفكر والعمل ثلاث مراحل وقد يستغرق الاصلاح مدة قصيرة أو وقتًا طويلًا وهذه المراحل هي كالتالي:
المرحلة الأولى : ادراك خطأ أو نقص أو عاطفة أو صفة سلبية. وكثير من الناس لا يدركون عيوبهم التي يعانون منها.
المرحلة الثانية: بعد الادراك يأتي الاعتراف فكثير من الناس يشعرون بصفاتهم السلبية إلا أنهم يبررونها بدلًا عن الاعتراف بها، وبدون الاعتراف بالعيب لا يمكن اصلاح المرء. ومثال ذلك في المجتمع تقاليد تمييز المرأة وعدم الرغبة في تعليمها أو الاهتمام بصحتها وعدم الاهتمام بتعبدها.
المرحلة الثالثة: بعد الادراك والاعتراف يبدأ عمل الاصلاح. هذا العمل شاق بالنسبة لكثير من الناس. ومثال عام على ذلك النوم لوقت متأخر في الصباح أو معاقرة المسكرات أو تدخين السجائر وغيرها.فمن الناس من يجد أن هذه العادات ليست صحيحة ويعترفون بخطئهم إلا أنهم يبررونها لأنفسهم ويعتبرون أنفسهم عاجزين عن إزالة هذه الأخطاء.
وعدم الاستفادة من الصفات الإيجابية يعتبر أيضًا عيب.ولإبراز قدراتتنا يكون مواجهة الكسل عمل اصلاحي.
والاصلاح يتطلب قوة إرادة صلبة(Strong well power)، والنظام التربوي في التصوف عن طريق المرشد يقوي اليقين والارادة لدى المريدين، ونزعة طاعة الأوامر تسهل عمل الاصلاح.
وعدم الاستفادة من الصفات الإيجابية يعتبر أيضًا عيب.ولإبراز قدراتتنا يكون مواجهة الكسل عمل اصلاحي.
والاصلاح يتطلب قوة إرادة صلبة(Strong well power)، والنظام التربوي في التصوف عن طريق المرشد يقوي اليقين والارادة لدى المريدين، ونزعة طاعة الأوامر تسهل عمل الاصلاح.
وفي هذا السياق اتذكرأنا وقار يوسف عظيمي واقعة حدثت في السبعينات:
وبعد ذلك عدت للمنزل في ناظم آباد ولم أجد والدي في المنزل، وفي اليوم التالي وجدت والدي جالسًا على مكتبه منشغلًا بكتابة عموده للصحيفة وعلى المكتب كنت هنالك علبة سجائر ومنفضدة رمادالسجائر،وأثناء الكتابة كان يدخن السجائر .فتذكرت ما قاله لي قلندر بابا أولياء فقلت على الفور لوالدي أن "أماه" قال أن عليك ترك التدخين.كانت السيجارة التي في يده بلغت النصف ومن يدخن السجائر يعلم ان الجزء الأخير من السجارة به الكثير من المتعة،ولكن والدي حين سمع ما قلت رد علي:"حسنًا" وترك على الفور تدخين تلك السيجارة ولم يدخن منذ تلك اللحظة.
لقد فكرت مرارًا في هذه الحادثة فكان بامكان والدي اكمال السيجارة التي في يده إلا أن طاعته لقلندر بابا أولياء جعلته يلقي يتلك السيجارة على الفوروالأمر الآخر الذي يستدعي التفكير أن والدي قد اقلع عن التدخين فجأة، ومن يدخن يعلم صعوبة ترك التدخين.
وفي هذه الواقعةقد فهمت نقطة واحدة بأني قد أدركت عملية كيف يقوم الاستاذ الروحاني بالتربية الحقة والتلميذ بكل إخلاص يطبق ما يأمر به الاستاذ علاوة على تنمية قوة ارادته وثباته. ووالدي المحترم خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري هو مثال حي على ذلك.
حاشیہ:
- أماه، كان الاسم الذي أنادي أنا واخوتي به قلندر بابا أولياء وكان يناديني باسم "الأخ الأكبر" وبعد ذلك أصبح الجميع من والدي والأهل والمنتسبين للسلسلة العظيمية جميعهم ينادونني بهذا الاسم
- * السيد خواجه ، كان الاسم الذي كان ينادي به قلندر بابا والدي خواجه شمس الدين عظيمي
الخير والشر
وهنا يجب وضع هذه النقطة نصب العين أنه لا يجب إغفال جانب الشر مهما زاد الخير بالباطن.
تذكر! أن غفلة لوهلة لشرارة قد تحرق غابة بأسرها.
تعلم الناس أنه مع التطور العلمي والتقني لابد من إيلاء اهتمام كبير بالسلامة والأمن (Safety first).
إن أثر خطأ بسيط في نوعية وجودة الأسلاك الكهربائية أو خطأ في عمل الفني العامل على التوصيلات قد ينجم عنه نتائج لا تحمد عقباها.
الشيطان هو العدو المبين للإنسان، ويهاجم الإنسان بشتى السبل والوسائل فأحيانًا يبث في قلبه الشك أو يحيطه بالخوف ويطوقه بالوساوس. وليزيح الإنسان عن الصراط المستقيم لا يكيفه أن يهاجمه بعواطف الخوف فحسب بل يهاجمه بالإقناع ويسول له القيام بالعديد من الأمور، وليحمي الله الإنسان من شر الشيطان حذره منذ خلقه من الشيطان وأنه له عدو مبين.
المنشغلين بعبادة الله والمنصرفين للعرفان الإلهي هم المستهدفين من قبل الشيطان، ويقنع بأساليب عدة بأنهم المقربين والمفضلين وبأنهم المستحقين للتكريم العظيم.
حادثة الغوث الأعظم حضرة عبدالقادر الجيلاني رحمه الله مع محاولات الشيطان خداعه فيما يتعلق بهذا السياق وقد استعاذ حضرة عبدالقادر الجيلاني بالله وطلب العون والمدد منه في هذه المحاولات. (للاستزادة عن هذه الحادثة يمكن الرجوع لكتاب بهجة الأسرار)
على كل إنسان أن يراقب ويسيطرعلى نفسه الأمارة بصورة مستمرة ليتمكن من النجاة من مكائد الشيطان وخدعه.
إن الإنسان قد ترقى معيشيًا واجتماعيًا عن طريق مختلف العلوم المادية والتقنية.
وقد برزت شخصية الإنسان وتيسر ترابط المجتمع الإنساني وتوازن والإنسجام البشري عن طريق علوم الفنون الجميلة.
وبالعلوم الروحانية تنشط وتنفتح العينالروحانية وهذه هي العلوم التي ترسخ الإيمان بوحدانية الله وحده لا شريك له، وإخلاص النية، حب الخير للآخرين، ومحاسبة النفس.
تعاليم التصوف هي التي تربط بين العلوم الثلاثة السابقة حيث يكون كبار سلاسل الطريقة عالمين بأقسام العلوم الثلاثة بالعلوم المادية والتقنية والعلوم الفنية والروحانية ويربطون بينها ويقومون بخدمة المجتمع بها ويدعون الناس للتوجه إلى الله سبحانه وتعالى.
(يمكن لنا أن نقدر أهمية التصوف في عقل الإنسان وحياته الروحانية من خلال ما حرره الفيلسوف المشهور "برنارد رسل" :إن جميع العظماء والفلاسفة الذين جاؤوا للدنيا على مر العصور اعترفوا بأهمية التصوف مع الفلسفة.وقالوا بأنه لا يمكن الحصول على المقام العالي في عالم الأفكار إلا باتحاد العلم والتصوف. كما ويمكن إظهار أفصل المواهب الإنسانية عن طريق التصوف.
وذكر برنارد راسل أسماء الفلاسفة التالية: برقليطوس، بارمينايدز، أفلاطون، اسبينوزا، برونو، هيغل، برغسان، وايت بيد وغيرهم. وقد كتب الفلاسفة مقالات عن التصوف وعن ماهية التصوف وأن التصوف هو وسيلة تعارف بين الخالق والمخلوق.
التصوف يوضح للسالك أن الجسم المادي للإنسان والحاجات تابعة للروح .والجسم هو عبارة عن جثة هامدة بدون الروح).(من كتاب احسان وتصوف)
هنالك مراحل عديدة للاندارج تحت التصوف وهي كالتالي:
المرحلة الأولى:
كما ويلتحق بعض الناس بالسلاسل الروحانية لتحقيق المكاسب المادية والمالية.
والجدير بالذكر أن عدد هائل ممن يرتبط أو يعتقد بالتصوف من هذه الفئة ويحترم الكثير منهم ولي ماإلا أن هذا الحب والاحترام عامة ظاهري سطحي.
المرحلة الثانية:
في هذه المرحلة لا تحدث بهم تغيرات باطنية إلا أنه يلاحظ قلة عواطفهم السلبية، وتتولد لديهم الرغبة في طاعة المرشد، كما ويحسون بأخطائهم وعيوبهم بصورة مؤقتة.
المرحلة الثالثة:
وبقدر عظم المسؤولية التي يقرر المرشد ايكالها للمريد بقدر عظم وصعوبة مراحل التربية التي يمرره بها.
المرحلة الرابعة:
في هذه المرحلة يوجه المريد أداء النوافل مع الفرائض وتتولد في المريد رغبة اختيار "صبغة الله" فينهمك في أداء المراقبة ويتحقق له التركيز فيها وتتنشط فيه حواس المنام فتزداد أحلامه وضوحًا ويبدأ في فهم لغة اللاشعور.وتنشأ لدى المريد في هذه المرحلة حاجة ورغبة فهم الآيات القرآنية وتعاليم الهدي النبوي.
المرحلة الخامسة:
من الضروي في جميع المراحل أن يتصف المرء بالانضباط (Discipline) وأن يتق ويحتاط من شر الشيطان.
المرحلة السادسة والسابعة
هي مرحلة تربية وارتقاء مستمر سنتحدث عنها في وقت أو ورشة أخرى إن شاء الله.
ورثة علوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أولياء الله يحثون المريدين ويربونهم على حب الله.
جميع أغراض ومقاصد وقواعد وضوابط السلسلة العظيمية مستقاة من القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف ونظام التربية والتعليم الذي وضعته السلسلة العظيمية من امامها حضرة قلندر بابا أولياء رح وخانواداه السلسلة الشيخ خواجه شمس الدين عظيمي الأنصاري وضعت نظام تربيتها وتعليمها وفقًا لاحتياجات العالم في يومنا هذا وربطت بين جميع العلوم المادية والجمالية والروحانية وتولي جل الاهتمام وتحث منتسبيها لتحصيل العلوم العلمية والروحانية إلى جانب العلوم الدينية وللموازنة بين الجانب الباطني والظاهري بين الحاجات المادية والروحانية والمشاركة في تعمير المجتمعات وفقًا للقوانين الاجتماعية ومساعدة جميع المخلوقات، وليكونوا انعكاس لشخصية خليفة الله في الأرض في البدء بتنمية وتعمير ذاتهم ومساعدة من حولهم ثم التعرف على خالقهم الله وحده لا شريك له ونيل العرفان الإلهي وهو المقصد الأساسي للخلق.
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لاَشَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام ١٦٢-١٦٣]
وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّالِيَعْبُدُونِ [ الذاريات ٥٦]
حاصل مطالعہ:
یادداشت
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………
……………………………………………………………………